الجمعة، ٢٦ نوفمبر ٢٠١٠

مقالي في جريدة العالم اليوم بتاريخ 25 اكتوبر 2010


نافذة على أسواق المال
الأجازات الطويلة
أصبحت الأعياد والمناسبات التي تتطلب إيقاف التداول بسبب الأجازات الطويلة تمثل هاجسا للمستثمرين المحلين الأفراد والمؤسسات على حد سواء وتؤثر بشكل أو بأخر على التداولات قبيل تلك الأجازة الطويلة، يرجع ذلك لذكرى اجازة عيد الفطر في عام 2008 وما مثلته من رعب للمستثمرين كون الأسواق العالمية كانت تهبط بنسب عالية كل يوم وهو ما كانت تتفاعل معه أيضا أسعار شهادات الإيداع المصرية في بورصة لندن، وبعد أجازة إستمرت أسبوع كامل بالتمام والكمال "في ذلك الوقت" عادت البورصة للتداول وفتحت على هبوط وكان الهبوط في ذلك اليوم هو الهبوط الأكبر في يوم واحد في تاريخ البورصة المصرية حتى الأن بنسبة تخطت 16%، مازالت ذاكرة المتعاملين تستدعي – حتى هذه اللحظة - أحداث ذلك اليوم قبل الأعياد مما يمثل هاجسا للمتعاملين وحاجزا للبورصة يمنعها من الأداء بسلاسة قبيل الأعياد.
هنا يبرز سؤال مهم .. هل أداء السوق "المصري" بعد العودة من أجازة طويلة يختلف عن الإتجاه السائد قبل تلك الأجازة؟ وهنا نقصد بالإتجاه هو إتجاه حركة الأسعار من إتجاه صاعد أو هابط أو حتى إتجاه عرضي، بالطبع لا توجد دراسات أو إحصاءات توثق من النتائج والإستنتاجات ولكن يمكننا عن طريق الملاحظة .. ملاحظة التداول قبل الأجازات الطويلة نسبيا وبعدها خلال السنوات الثمان الماضية أن نستنج أن .. التداول بعيد الأجازات الطويلة نسبيا لا يحيد عن التحرك في نفس حركة الإتجاه السابق على الأجازة، فقبل عام 2008 ومن عام 2003 كانت البورصة تتحرك في إتجاه عام صاعد لذلك كنا نرى إرتفاعات – بعيد الأجازات الطويلة – تقارب الخمسة بالمائة في أول يوم لعودة التداول والمرة الوحيدة التي رأينا فيها هبوطا في أول يوم للتداول بعد العودة من الأجازة كان في أجازة عيد الفطر في شهر أكتوبر من سنة 2008 وهو ما جاء متسقا مع الإتجاه الهابط الذي كانت تتسم به حركة الأسعار في ذلك العام ، أذكر في ذلك الوقت - وقد كنت أعمل في شركة نعيم لإدارة المحافظ وصناديق الإستثمار – أني توقعت في نهايات شهر رمضان أن يفتتح السوق على هبوط في أول يوم للتداول بعد العيد ولذلك كانت التوصية بعدم الشراء وهي التوصية التي تم بناؤها على ملاحظة نمط التداول في البورصة المصرية بعد الأجازات الطويلة في السنين السابقة وربطها مع الإتجاه العام السائد قبل تلك الأجازة، من أجل الإنصاف .. الهبوط في ذلك اليوم رغم أنه كان متوقعا عند البعض إلا أن نسبة الهبوط فاقت كل التوقعات ، ومن بعد ذلك العام دخلت البورصة المصرية في مسار عرضي مما جعل أيضا تأثير الأجازات الطويلة نسبيا يتخذ منحى مختلف عما سبقه من سنوات سابقة ورأينا كيف عاد التداول - بعد أجازة إمتدت لثلاثة أيام - على صعود / أو هبوط عادي يترواح في نسبته بين واحد و اثنين بالمائة بسبب أن الإتجاه السائد قبل تلك الأجازة كان إتجاها عرضيا، و هو ما رأيناه من السوق في أول يوم لعودة التداول بعد أجازة عيد الأضحى، وهنا ينبغي أن ندرك أن القلق الزائد الذي يصل إلى حد الخوف قبيل الأجازات الطويلة ليس له ما يبرره خاصة أن الذكرى السيئة تلك لم تكن هي الأساس بل كانت مجرد إستثناء.

ابراهيم النمر
ielnemr@gmail.com










ليست هناك تعليقات: